ابن داود كانت له أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقال يوما : لأطوفن الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله. ولم يستثن فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهم إلا امرأة واحدة منهن جاءت بشق إنسان.
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفسي بيده لو استثنى فقال إن شاء الله لولد له ما قال من فرسان ولجاهدوا في سبيل الله عزوجل».
وهذا إسناد ضعيف لحال إسحاق بن بشر ، فإنه منكر الحديث ولا سيما وقد خالف الروايات الصحاح.
وقد كان له عليهالسلام من أمور الملك واتساع الدولة وكثرة الجنود وتنوعها ما لم يكن لأحد قبله ولا يعطيه الله أحدا بعده كما قال : (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) وقد أعطاه الله ذلك بنص الصادق المصدوق.
ولما ذكر تعالى ما أنعم به عليه وأسداه من النعم الكاملة العظيمة التي إليه قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) أي أعط من شئت وأحرم من شئت ، فلا حساب عليك ، أي تصرف في المال كيف شئت فإن الله قد سوغ لك ما تفعله من ذلك ولا يحاسبك على ذلك ، وهذا شأن النبي الملك بخلاف العبد الرسول ، فإن من شأنه ألا يعطي أحدا إلا بإذن الله له في ذلك.
وقد خير نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه بين هذين المقامين فاختار أن يكون عبدا رسولا ، وفي بعض الروايات أنه استشار جبريل في ذلك فأشار إليه أن تواضع. فأختار أن يكون عبدا رسولا صلوات الله وسلامه عليه وقد جعل الله الخلافة والملك من بعده في أمته إلى يوم القيامة فلا تزال طائفة من أمته طاهرين حتى تقوم الساعة. فلله الحمد والمنة.
ولما ذكر تعالى ما وهبه لنبيه سليمان عليهالسلام من خير الدنيا نبه على ما أعده له في الآخرة من الثواب الجزيل والأجر الجميل والقربة التي تقربه إليه والفوز العظيم والإكرام بين يديه ، وذلك يوم المعاد والحساب حيث يقول تعالى : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ).
ذكر وفاته وكم كانت مدة ملكه وحياته
قال الله تبارك وتعالى : (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ.)
[٣٤ / سبأ : ١٤]
روى ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من حديث إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب ،