قصة هود عليهالسلام
وهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليهالسلام.
ويقال : إن هودا هو عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ويقال : هود بن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليهالسلام.
ذكره ابن جرير.
وكان من قبيلة يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح. وكانوا عربا يسكنون الأحقاف ـ وهي جبال الرمل ـ وكانت باليمن بين عمان وحضرموت ، بأرض مطلة على البحر يقال لها الشحر ، واسم واديهم مغيث.
وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام ، كما قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) أي عاد إرم وهم عاد الأولى. وأما عاد الثانية فمتأخرة كما سيأتي بيان ذلك في موضعه. وأما عاد الأولى فهم عاد (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) أي مثل القبيلة ، وقيل مثل العمد. والصحيح الأول كما بيناه في التفسير.
ومن زعم أن «إرم» مدينة تدور في الأرض ، فتارة في الشام ، وتارة في اليمن ، وتارة في الحجاز ، وتارة في غيرها ، فقد أبعد النجعة ، وقال ما لا دليل عليه ، ولا برهان يعول عليه ، ولا مستند يركن إليه.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه : «منهم أربعة من العرب : هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر».
ويقال : إن هودا عليهالسلام أول من تكلم بالعربية ، وزعم وهب بن منبة أن أباه أول من تكلم بها ، وقال غيره : أول من تكلم بها نوح ، وقيل آدم وهو الأشبه ، وقيل غير ذلك. والله أعلم.
ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليهالسلام : العرب العاربة ، وهم قبائل كثيرة :
منهم عاد ، وثمود ، وجرهم ، وطسم ، وجديس ، وأميم ، ومدين ، وعملاق ، وجاسم ، وقحطان ؛ وبنو يقطن ، وغيرهم.