للحق بالحق ، وهم قائمون بالحق ؛ يصرفهم الحق بالحق أولئك هم غياث الخلق ؛ بهم يسقون إذا قحطوا ، ويمطرون إذا أجدبوا ، ويجابون إذا دعوا (١).
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣))
الاستدراج أن يلقى فى أوهامهم أنهم من أهل الوصلة ، وفى الحقيقة : السابق لهم من القسمة حقائق الفرقة.
ويقال الاستدراج انتشار الصيت بالخير فى الخلق ، والانطواء على الشر ـ فى السر ـ مع الحق.
ويقال الاستدراج ألا يزداد فى المستقبل صحبة إلا ازداد فى الاستحقاق نقصان رتبة.
ويقال الاستدراج الرجوع من توهم صفاء الحال إلى ركوب قبيح الأعمال ، ولو كان صادقا فى حاله لكان معصوما فى أعماله.
ويقال الاستدراج دعاوى عريضة صدرت عن معان مريضة.
ويقال الاستدراج إفاضة البرّ مع (....) (٢) الشكر.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤))
أو لم يتأملوا بأنوار البصائر ليشهدوا أخلاق آثار التقريب بجملة أحواله ـ عليهالسلام ـ ليعلموا أن ذلك الشاهد ليس بشاهد متخرص.
ويقال إن برود (٣) الواسطة ـ صلوات الله عليه وعلى آله ـ كانت بنسيم القربة
__________________
(١) هذه نظرة القشيري الى الولاية والأولياء ومعنى القطب وأهميته.
(٢) مشتبهة.
(٣) جمع برد