معطرة (١) ، ولكن لا يدرك ذلك النّشر إلا بشمّ العرفان ، فمن فقد ذلك ـ فأى خبر (٢) له عن حقيقة حاله ـ صلوات الله عليه.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ)
أطلع الله ـ سبحانه ـ أقمار الآيات ، وأماط عن ضيائها سحاب الشبهات ؛ فمن استضاء بها ترقّى إلى شهود القدرة.
ويقال ألاح الله تعالى ـ لقلوب الناظرين بعيون الفكر ـ حقائق التحصيل ؛ فمن لم يعرّج فى أوطان التقصير أنزلته مراكب السّرّ بساحات التحقق.
قوله جل ذكره : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)
الناس فى مغاليط آمالهم ناسون لو شيك آجالهم ، فكم من ناسج لأكفانه! وكم من بان لأعدائه! وكم من زارع لم يحصد زرعه!
هيهات! الكبش يعتلف والقصّاب مستعدّ له!
ويقال سرعة الأجل تنغّص لذة الأمل.
قوله جل ذكره : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦))
من حرمه أنوار التحقيق فهو فى ضباب الجهل ، فهو يزلّ يمينا ويسقط شمالا.
قوله جل ذكره : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ
__________________
(١) وردت (مطرة) بدون عين ، والسياق يتطلب (معطرة) لتناسب النسيم والشم والنشر
(٢) وردت (خير) والمقصود فاى (خبر) أي فاى علم له عن حقيقة المصطفى (ص).