قوله جل ذكره : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢))
إنّ الحقّ ـ سبحانه ـ يمهل ولكن لا يهمل ، ويحكم ولكن لا يعجّل ، وهو لا يسأل عمّا يفعل.
وقيل إذا أخذ النفوس بالتوفيق فلا سبيل للخذلان إليها ، وإذا أخذ القلوب بالتحقيق فلا طريق للحرمان عليها. قال تعالى : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣))
مشهود يشهده من حشر من جميع الخلائق فى ذلك اليوم.
ويقال الأيام ثلاثة : يوم مفقود وهو أمس ليس بيدك منه شىء ، ويوم مقصود وهو غد لا تدرى أتدركه أم لا ، ويوم مشهود وهو اليوم الذي أنت فيه ؛ فالمفقود لا يرجع ، والمقصود ربما لا تبلغ ، والمشهود وقتك وهو معرّض للزوال ... فاستغله فيما ينفع.
قوله جل ذكره : (وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (١٠٤))
الأجل لا يتقدّم ولا يتأخر لكل (...) (٢) ، والآجال على ما علمها الحقّ ـ سبحانه ـ وأرادها جارية ؛ فلا طلب يقدّم أو يؤخر وقتا إذا جاء أجله ، وكذلك للوصول وقت ، فلا طلب مع رجاء الوصول ، ولا طلب مع خوف الزوال ، ولقد قيل :
عيب السلامة أنّ صاحبها |
|
متوقّع لقواصم الظّهر |
وفضيلة البلوى ترقب أهلها |
|
عقب البلاء ـ مسرّة الدهر |
قوله جل ذكره : (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥))
__________________
(١) آية ١٢ سورة البروج.
(٢) مشتبهة.