إلى الإقرار بالحق ، فلبّسوا على من يسائلهم ، وقالوا : هذا الذي جاء به محمد من أكاذيب العجم ، فضلّوا وأضلوا.
قوله جل ذكره : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٢٥))
لما سعوا فى الدنيا لغير الله لم تصف أعمالهم ، وفى الآخرة حملوا معهم أوزارهم. أولئك الذين خسروا فى الدنيا والآخرة.
قوله جل ذكره : (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
اتصفوا بالمكر فحاق بهم مكرهم ، ووقعوا فيما حفروه لغيرهم ، واغتروا بطول الإمهال ، فأخذهم العذاب من مأمنهم ، واشتغلوا بلهوهم فنغّص عليهم أطيب عيشهم :
(فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ).
الذي وصف نفسه به فى كتابه من الإتيان فمنعاه العقوبة ، وذلك على عادة العرب فى التوسع فى الخطاب.
وهو سبحانه يكشف الليل ببدره ثم يأخذ الماكر بما يليق بمكره ، وفى معناه قالوا :
وأمته فأتاح لى من مأمنى |
|
مكرا ، كذا من يأمن الأياما |
قوله جل ذكره : (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (٢٧))