ما مسّه من البلاء ثم إذا منّ الحقّ عليه ، وجاد عليه بكشف بلائه صار كأن لم يمسه سوء أو أصابه همّ كما قيل :
كأنّ الفتى لم يعر يوما إذا اكتسى |
|
ولم يك صعلوكا إذا ما تموّلا (١) |
وقال :
(ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤))
الخطاب عام ، وقوله (مِنْكُمْ) : لأنّ القوم منهم
(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥))
فى هذا تهديد أي أنهم سوف يندمون حين لا تنفع لهم ندامة ، ويعتذرون حين لا يقبل لهم عذر .. ومن زرع شرا فلن يحصد إلا جزاء عمله.
قوله جل ذكره : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (٥٦))
أي يجعلون لما لا يعلمون ـ وهى أصنامهم التي ليس لها استحقاق العلم ـ نصيبا من أرزاقهم ؛ فيقولون هذا لهم وهذا لشركائنا.
(تَاللهِ) أقسم إنهم سيلقون عقوبة فعلهم.
قوله جل ذكره : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (٥٧))
من فرط جهلهم وصفوا المعبود بالولد ، ثم زاد الله فى خذلانهم حتى قالوا : الملائكة بنات الله. وكانوا يكرهون البنات ، فرضوا لله بما لم يرضوا لأنفسهم. ويلتحق بهؤلاء فى استحقاق
__________________
(١) تمول أي نما المال له.