منّ على العباد بما خلق لهم من فنون الانتفاع بثمرات النخيل كالتمر والرطب واليابس .. وغير ذلك.
والرزق الحسن ما كان حلالا. ويقال هو ما أتاك من حيث لا تحتسب ، ويقال هو الذي لا منّة لمخلوق فيه ولا تبعة عليه.
ويقال هو ما لا يعصى الله مكتسبه فى حال اكتسابه.
ويقال هو ما لا ينسى الله فيه مكتسبه.
قوله جل ذكره : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩))
أوحى إلى النحل : أراد به وحي إلهام .. ولما حفظ الأمر وأكل حلالا ، طاب مأكله وجعل ما يخرج منه شفاء للناس.
ثم إن الله ـ سبحانه ـ عرّف الخلق أنّ التفضيل ليس من جهة القياس والاستحقاق ؛ إذ أن النحل ليس له خصوصية فى القامة أو الصورة أو الزينة ، ومع ذلك جعل منه العسل الذي هو شفاء للناس.
والإنسان مع كمال صورته ، وتمام عقله وفطنته ، وما اختص به الأنبياء عليهمالسلام والأولياء من الخصائص جعل فيهم من الوحشة ما لا يخفى .. فأىّ فضيلة للنحل؟ وأىّ ذنب للإنسان؟ ليس ذلك إلا اختياره ـ سبحانه.
ويقال إن الله ـ سبحانه ـ أجرى سنّته أن يخفى كلّ شىء عزيز فى شىء حقير ؛