التكليف ، ومن لا يصحّ منه الفعل والترك لا يتوجه () (١) والناسي (٢) من جملتهم.
قوله جل ذكره : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤))
كان بخلق العلم واجبا على موسى ـ عليهالسلام ـ قصره حيث يرى فى الظاهر ظلما ، ولكن فيما عرف من حال الخضر من حقه التوقف ريثما يعلم أنه ألمّ بمحظور أو مباح ، ففى ذلك الوقت كان قلب العادة.
قوله جل ذكره : (قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥))
كرّر قوله : (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ...) لأنه واقف بشرط العلم ، وأمّا فى محل الكشف فشرط عليه موسى عليهالسلام فقال :
(قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦))
بلغ عصيانه ثلاثا ؛ والثلاثة آخر حدّ القلّة وأوّل حدّ الكثرة ، فلم يجد المسامحة بعد ذلك (٣).
قوله جل ذكره : (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (٧٧))
__________________
(١) بياض فى النسخة ، ونرجح أن المفقود (عليه لوم) او مؤاخذة.
(٢) وردت (والناس) والسياق يتطلب (والناسي) بالياء إذ جاء فى الآية (... بما نسيت).
(٣) قد تكشف هذه العبارة عن تصور القشيري لأقصى درجات الذنب القابل للتوبة.