ولأنه لا داعى له إلى صحبة زوجة فيكون له ولد على الحقيقة. ولا يجوز عليه التبني لأحد لعدم الجنسية بينهما.
وقوله : (وَإِذا قَضى أَمْراً ...) إذا أراد إحداث شىء خلقه بقدرته ، وخاطبه بأمر التكوين (١) ، ولا يتعّصى عليه ـ فى التحقيق ـ مقدور.
(وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) أي أمرنى بأن تعلموا ذلك ؛ وأمرنى بتبليغ رسالتى ، واتباع ما شرع الله من العبادات.
قوله جل ذكره : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧))
فمن عجنت بماء السعادة طينته أطاع فى عاجله وما ضاع فى آجله ، ومن أقصته القسمة السابقة لم تدنه الخدمة اللاحقة ، وسيلقون غبّ هذا الأمر.
قوله جل ذكره : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨))
صير معارفهم ضرورية ، وأحوالهم كلّها معكوسة ، والحجّة تتأكّد عليهم ، والحاجة لا تسمع منهم ، والرحمة لا تتعلّق بهم ، فلا ترحم شكاتهم ، ولا يسمع نداؤهم.
قوله جل ذكره : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩))
تقوم الساعة بغتة ، وتصادفهم القيامة وهم غير مستعدين لها فيتحسّرون على ما فانهم.
ويقال يوم الحسرة يوم القسمة حين سبقت لقوم الشقاوة ـ وهم فى محو العدم ، ولآخرين السعادة ـ وهم بنعت العدم ، ولم يكن من أولئك جرم بعد ، ولا من هؤلاء وفاق بعد.
__________________
(١) أي كن فيكون.