قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٥٧) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨))
هؤلاء لهم عذاب مهين ، وهؤلاء لهم فضل مبين.
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا ...) : للقلوب حلاوة العرفان ، وللأرواح حلّة المحاب ، وللأسرار دوام الشهود.
قوله جل ذكره : (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩))
إدخالا فوق ما يتمنّونه ، وإبقاء على الوصف الذي يهدونه .. ذلك فى أوان صحوهم لينالوا لطائف الأنس على وصف الكمال ، ويتمكنوا من قضايا البسط على أعلى أحوال السرور.
قوله جل ذكره : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠))
نصره ـ سبحانه ـ للأولياء نصر عزيز ، وانتقامه بتمام ، واستئصاله بكمال ، وإزهاقه أعداءه بتمحيق جملتهم ، وألا يحتاج المنصور إلى الاحتيال أو الاعتضاد بأشكال (١).
قوله جل ذكره : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١))
__________________
(١) أي لا يحتاج المنصور إلى حيلة أو أي تدبير إنسانى من جانبه ، بل يسقط تدبيره ؛ لأن النصر له من عند الله ، ولا يحتاج المنصور إلى أن يعتضد بأمثاله من المخلوقين فكفى الله له ناصرا ومعينا.