قوله : (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ...) الأمر اشهد تصاريف الأقدار ، واعمل بموجب التكليف ، وانته دون ما أذنت له من المناهل.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (٦٨))
كلهم إلينا عند ما راموا من الجدال ، ولا تنكل على ما تختاره من الاحتيال ، واحذر جنوح قلبك إلى الاستعانة بالأمثال والأشكال ، فإنهم قوالب خاوية ، وأشباح عن المعاني خالية.
قوله جل ذكره : (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩))
أمّا الأجانب فيقول لهم : (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١) ، وأمّا الأولياء فقوم منهم يحاسبهم حسابا يسيرا ، وأقوام مخصوصون يقول لهم : بينى وبينكم حساب ؛ فلا جبريل يحكم بينهم ولا ميكائيل ، ولا نبيّ مرسل ، ولا ملك مقرّب.
(اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) يحكم بينهم فيسأل عن أعماله جميع خصمائه ، ويأمر بإرضاء جميع غرمائه.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧٠))
يعلم السّرّ والنجوى ، وما تكون حاجة العبد له أمس وأقوى ، وبكلّ وجه هو بالعبد أولى ، وله أن يحمل له النّعمى ، ويزيل عنه البلوى ، ولا يسمع منه الشكوى ، فله الحكم تبارك وتعالى.
قوله جل ذكره : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١))
__________________
(١) آية ١٤ سورة الإسراء.