بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ).
الإنذار هو الإعلام بموضع المخافة ، والخشية هي المخافة ؛ فمعنى الآية ، لا ينفع التخويف إلّا لمن صاحب الخوف ـ وطير السماء على أشكالها تقع.
قوله جل ذكره : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (٢٠) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (٢١) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢))
كما لا يستوى الأعمى والبصير لا تستوى الظلمات والنور ، ولا يستوى الظلّ والحرور ، ولا الأحياء والأموات .. وكذلك لا يستوى الموصول بنا والمشغول عنّا ، والمجذوب إلينا ، والمحجوب عنّا ، ولا يستوى من اصطفيناه في الأزل ومن أشقيناه بحكم الأزل ، ولا يستوى من أشهدناه حقّنا ومن أغفلنا قلبه عن ذكرنا :
أحبابنا شتان : واف وناقض ولا يستوى قطّ محبّ وباغض
قوله جل ذكره : (إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (٢٣) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (٢٤))
أي وما من أمة ممن كانوا من قبلك إلّا بعثنا فيهم نذيرا ، وفي وقتك أرسلناك إلى جميع الأمم كافة بالحقّ.
(بَشِيراً وَنَذِيراً) : تضمنت الآية بيان أنه لم يخل زمانا ولا قوما من شرع. وفي وقته صلىاللهعليهوسلم أفرده بأن أرسله إلى كافة الخلائق ، ثم قال على جهة التسلية والتعزية له :