باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧))
(باطِلاً) أي وأنا مبطل في خلقهما ، بل كان لى ما فعلت وأنا فيه محقّ.
ويقال ما خلقتهما للبطلان بل لأمرهما بالحقّ.
ثم أخبر أنه لا يجعل المفسدين كالمحسنين قط ، ثم قال :
(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٩))
(١) (مُبارَكٌ) وهو القرآن ، ومبارك أي كبير النّفع ، ويقال مبارك أي دائم باق لا ينسخه كتاب ؛ من قولهم برك الطير على الماء. ويقال مبارك لمن آمن به وصدّق. ثم إنه بيّن أنّ البركة في تدبّره والتفكّر في معانيه.
قوله جل ذكره : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠))
(نِعْمَ الْعَبْدُ) لأنه كان أوّابا إلى الله ، راجعا إليه في جميع الأحوال ؛ فى النعمة بالشكر ، وفي المحنة بالصبر.
قوله جل ذكره : (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (٣١))
(الصَّافِناتُ) جمع صافنة وهي القائمة ، وفي التفاسير هي التي تقوم على ثلاث قوائم ؛ إذ ترفع إحدى اليدين على سنبكها (٢). وجاء في التفاسير أن سليمان كان قد غزا أهل
__________________
(١) فى الآلوسى أن عليا قرأ «ليتدبروا» بتاء بعد الياء ، وكذا فى «البحر» لأبى حيان.
(٢) السنبك طرف الحافر ، والصفون في اللغة إدامة القيام ، قال صلىاللهعليهوسلم : «من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوا مقعده من النار» ؛ وقال الشاعر :
ألف الصفون فما يزال كأنه |
|
مما يقوم على الثلاث كسيرا |