يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ... (٣))
الظّهار ـ وإن لم يكن له في الحقيقة أصل ، ولا بتصحيحه نطق أو دلالة شرع ، فإنه بعد ما رفع أمره إلى الرسول (ص) ولوّح بشىء ما ، وقال فيه حكمه ، لم يخل الله ذلك من بيان ساق به شرعه ؛ فقضى فيه بما انتظم جوانب الأمر كلّه.
فارتفاع الأمر حتى وصوله إلى مجلس النبي صلىاللهعليهوسلم ، والتحاكم لديه حمّل المتعدّى عناء فعلته ، وأعاد للمرأة حقّها ، وكان سبيلا لتحديد المسألة برمّتها .. وهكذا فإنّ كلّ صعب إلى زوال .. وكلّ ليلة ـ وإن طالت ـ فإلى إسفار (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥))
الذين يخالفون أمر الله ويتركون طاعة رسول الله أذلّوا وخذلوا ، كما أذلّ الذين من قبلهم من الكفّار والعصاة.
وقد أجرى الله سنّته بالانتقام من أهل الإجرام ؛ فمن ضيّع للرسول سنّة ، وأحدث فى دينه بدعة انخرط في هذا السلك ، ووقع في هذا الذّلّ.
قوله جل ذكره : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦))
يقال : إذا حوسب أحد في القيامة على عمله تصور له ما فعله وتذكّره ، حتى كأنه قائم فى تلك الحالة عن بساط الزّلّة ، فيقع عليه من الخجل والنّدم ما ينسى في جنبه كلّ عقوبة.
__________________
(١) حدث تدخل من جانبنا في ترميم هذه الفقرة التي جاءت في النسختين منبهمة الكتابة والمعنى.