المعانى ، فالبيان ، فالبديع ، لإظهار أسرار الإعجاز البلاغى.
سابعا : ثم يبين المعنى المراد بعبارة سلسة بليغة ، مطابقة للنص المفسّر ، دون تزيد على معناه ، أو إنقاص شىء من محتواه.
ثامنا : استنباط ما يمكن استنباطه ، من أمور تتعلق بالعقيدة ، أو بالأحكام الفقهية ، أو البلاغية ، أو غير ذلك ، فى حدود القوانين الشرعية ، والقواعد اللغوية.
مع ملاحظة أمرين فى غاية الأهمية :
أولهما : اجتناب كل ما يعتبر من قبيل الحشو ، فلا يشحن تفسيره بمسائل الإعراب ، وعلل النحو ، ودلائل أصول الفقه ، ودلائل مسائل الفقه ، فكل ذلك مقرر فى تأليف هذه العلوم ، وإنما يؤخذ ذلك مسلما به فى علم التفسير ، دون استدلال عليه.
ثانيهما : التركيز على العنصر العملى فى القرآن ، ببيان أن القرآن ليس كتاب تلاوة وثقافة فقط ، ولكنه كتاب علم وعمل ، فيجب على المسلمين أن يتحركوا به فى دنيا الواقع ، كما فعل الرسول صلىاللهعليهوسلم وصحابته الكرام ـ رضى الله عنهم أجمعين.
٢٨ ـ طبقات المفسرين ومدارسهم :
لما أنزل الله ـ تعالى ـ القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره بتبليغ ألفاظه ، وتبيين ما احتاج الناس إلى بيانه ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة : ٦٧] ، وقال أيضا : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النحل : ٤٤].
فامتثل النبى صلىاللهعليهوسلم لأمر ربه ، فبين لهم ما كان خافيا عليهم ، وأزال عن قرآنه ما التبس منه ، ففهم الصحابة قرآن ربهم وعملوا به ، ولما انتقل الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى جوار ربه ترك عبء الدعوة الإسلامية ، وتبليغ كتاب الله ـ عزوجل ـ وتبيينه على عاتق أصحابه الكرام ، فكان هؤلاء الصحب عند حسن الظن بهم ، فانتشروا فى البلاد شرقا وغربا ، وأسسوا للناس مدارس ، تعلمهم كتاب ربهم ، وتفقههم فى أمور دينهم.
وقد اشتهر من بين هؤلاء الصحابة :
الخلفاء الراشدون الأربعة ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وأبىّ بن كعب ، وأبو موسى الأشعرى ، وعبد الله بن الزبير ، وزيد بن ثابت ، وأبو هريرة ، وعائشة ، وعبد الله ابن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر بن عبد الله.
ثم جاء بعد طبقة الصحابة طبقة التابعين الذين تتلمذوا على أيدى صحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما هى إلا سنوات قلائل إلا وقد وجدنا