وهى ـ حينئذ ـ : ما يستحق أن يسمى قراءات حقيقة ، ويسمى قرآنا ، وهى المتواترة ، المجمع عليها ، المعمول بها فى التلاوة التعبدية ، لا غير ذلك.
ـ وهذه أمثلة من (صور النظم ، والكلمات ، والكيفيات) ، أى من (القراءات) :
ـ فمن صور النظم : (قراءة (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) (البقرة : ٣٧) بنصب (آدم) ، ورفع (كلمات) لابن كثير ، وبرفع (آدم) ، ونصب (كلمات) بالكسر لغيره) (٧).
ـ ومن الكلمات المختلفة المتواردة على الموضع الواحد : الواو فى قراءة (وَلا يَخافُ عُقْباها) (الشمس : ١٥) بالواو لغير نافع وابن عامر وأبى جعفر ، والفاء فى قراءتها بها لهؤلاء الثلاثة) (٨).
ـ ومن الكيفيات : إدغام الميمين فى (الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ) (الفاتحة : ٣ ـ ٤) لبعض القراء العشرة ، والإظهار للبعض الآخر (٩) ، وضم الهاء فى (عَلَيْهِمْ) (الفاتحة : ٧) لحمزة ، وكسرها لغيره (١٠).
الحروف :
قد تسمى القراءات ـ أعنى الكلمات المختلفة وما إليها ـ حروفا ، فيقال : حروف القرآن ، حروف القراء السبعة ـ مثلا ـ حروف نافع.
ـ وقد أطلق العلماء لفظ حرف ، وحروف ، وقراءة ، وقراءات بأكثر من إطلاق ، فعلينا أن نتعرف على المراد من اللفظ المستعمل بمعونة السياق والمقام ، فقد يراد من لفظ (القراءات) مثلا ما هو أعم من المتواترات ، وإليك بيان المراد من قولهم فى كتب الفن :
فرش الحروف :
قال ابن القاصح : «القراء يسمون ما قل دوره من حروف القراءات المختلف فيها فرشا ، لأنها لما كانت مذكورة فى أماكنها من السور فهى كالمفروشة ، بخلاف الأصول ، لأن الأصل الواحد منها ينطوى على الجميع ، وسمى بعضهم الفرش فروعا ، مقابلة للأصول» (١١).
ومن أمثلة الفرش : إمالة (التَّوْراةَ) (آل عمران : ٣) لأبى عمرو والكسائى ومن وافقهما إمالة كبرى ، والفتح لعاصم ومن وافقه (١٢).
ومن أمثلة الأصول : إمالة كل ألف بعدها راء متطرفة مكسورة لأبى عمرو ومن وافقه ، وفتحها لابن كثير ومن وافقه ، مثل (عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد : ٢٢) إلى آخر ما يشبه ذلك (١٣).
***