التّتميم
التتميم فن بديعى ، وصورة من صور الإطناب كالاعتراض ، والتذييل والإيغال ، ومعناه فى اللغة زيادة الناقص ليكون تاما (١).
أما فى اصطلاح البلاغيين فله عدة تعريفات وضوابط وقد سماه قدامة بن جعفر ب «التمام (٢)» وسماه الحاتمى وآخرون ب «التتميم (٣)» وهو ما عليه جمهور البلاغيين (٤).
وسماه أبو هلال العسكرى : التتميم والتكميل ، وغيره من البلاغيين لا يخلطون بين التتميم والتكميل ، بل لكل منهما معنى خاص به.
ثم عرفه قائلا : وهو أن توفّى المعنى حقه ، وتعطيه نصيبه من الصحة. ثم لا تغادر معنى فيه تمامه ألا تورده ، أو لفظا يكون فيه توكيده ألا تذكره» وعرفه ابن أبى الأصبع فقال (٥) :
«أن تأتى فى الكلام كلمة إذا طرحت من الكلام نقص معناه فى ذاته ، أو فى صفاته.
وإن كان من الموزون نقص وزنه مع معناه ، فيكون الإتيان بها ـ أى بالكلمة المسماة تتميما ـ لتتميم الوزن والمعنى معا» (٦).
وقد أخذ هذا التعريف وعدّله ابن حجة الحموى فى القرن الثامن الهجرى فقال :
التتميم هو «الإتيان فى النظم والنثر بكلمة ، إذا طرحت من الكلام نقص حسنه ومعناه ، وهو على ضربين :
ضرب فى المعانى ، وضرب فى الألفاظ.
فالذى فى المعانى هو تتميم المعنى.
والذى فى الألفاظ هو تتميم الوزن ، والمراد هنا تتميم المعنى. ويجيء ـ أى التتميم عموما ـ للمبالغة والاحتياط كقول طرفة :
فسقى ديارك ـ غير مفسدها ـ |
|
صوب الغمام وديمة تهمى» (إ) ٧ |
فالتتميم يرد فى النثر والشعر معا.
وموضعه فى هذا البيت هو عبارة (غير مفسدها) وهى جملة حالية المراد منها الدعاء.
ومن أمثلته فى القرآن الكريم قوله تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) (٨).
«فقوله (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) تتميم ، وقوله (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) تتميم ثان وبهذين التتميمين تم الكلام وجرى على الصحة» (٩).