التّمثيل
التمثيل فى اللغة المماثلة بين شيئين تجمع بينهما صفات مشتركة فيهما أكثر من الصفات المفرقة بينهما ، أو ما فى أحدهما مماثل تماما لما فى الآخر ، بحيث لا يعتد بما بينهما من تباين (١). أما فى اصطلاح البلاغيين فيطلق التمثيل على عدة فنون بلاغية :
يطلق على الاستعارة التمثيلية ، وعلى ضرب المثل ، وعلى الكناية ، وعلى نوع من الاستعارة غير التمثيلية (٢) ، ثم على التشبيه المركب ، وهو الذى نخصه بالحديث فى هذا المبحث.
والتشبيه المركب هو التشبيه التمثيلى ، أو التمثيل ، وهو قسيم التشبيه فى الوجود. وبين التمثيل والتشبيه اتفاق واختلاف ؛ لأن كل تمثيل تشبيه ، وليس كل تشبيه تمثيلا فالتشبيه خاص بما كان طرفاه (المشبه والمشبه به) مفردين ولو كان مثنى أو جمعا ، كما تقدم فى مبحث التشبيه ، وكذلك وجه الشبه يكون فى التشبيه مفردا ، يعنى أمرا واحدا وإن تعدد وجه الشبه ، كتشبيه القمر فى أواخر لياليه بالعرجون القديم فى التقوس والشحوب والنحافة (الدقة).
أما التمثيل أو التشبيه التمثيلى فيشترط فى طرفيه أن يكونا مركبين من عنصرين فأكثر.
هذه هى الفروق بين التشبيه ، والتشبيه التمثيلى. وهذا موضع إجماع بين علماء البيان. فإن أطلق وصف التمثيل على التشبيه لم يرد منه التشبيه التمثيلى باتفاق وفى القرآن الكريم صور كثيرة للتشبيه التمثيلى المركب الطرفين والوجه ، موزعة على معان وأغراض شتى شارحة ، مرغبة ، محذرة ، ناصرة للحق ، داحرة للباطل جامعة فى تصويرها بين مخاطبة كل المدارك والملكات مستخدمة فى أدائها كل عناصر الكشف ، وقوة التأثير من ألوان يدركها البصر ، وأصوات يتلقاها السمع وطعوم يحس بها الذوق ، وشذا مفعم بالأريحية تمتع حاسة الشم ، أو دخان خانق يزكم الأنوف.
وقد أجمل بعض الباحثين الأغراض التى تراد من التشبيه التمثيلى وغير التمثيلى فى الآتى :
* تقرير المعنى المراد فى وعى السامع.