الاستعارة
الاستعارة لغة : مأخوذة من العارية ، وهى نقل منفعة شىء مملوك لشخص إلى غير مالكه ، مع بقاء الملكية لمالك ذلك الشيء.
كإعارة الدابة ، أو الدار أو الكتاب لمن هو فى حاجة إلى منافع هذه الأشياء.
والعارية والإعارة ما تداوله الناس بينهم.
واستعار فلان كذا طلب إعارته إياه. والسين والتاء فيها مزيدتان للطلب (١).
أما الاستعارة فى اصطلاح البلاغيين ، فكان أول من أشار إليها هو أبو عمرو بن العلاء. فقد ذكر قول ذى الرمة.
أقامت به حتى ذوى العود فى الثرى |
|
وساق الثريا فى ملاءته الفجر |
وعلق عليه قائلا :
«ولا أعلم قولا أحسن من قوله : وساق الثريا فى ملاءته الفجر «فصيّر للفجر ملاءة ، ولا ملاءة له ، وإنما استعار هذه اللفظة ، وهو من عجيب الاستعارات» (٢) ثم أخذ البلاغيون من بعده يوسعون دائرة البحث فيها ، ويحاولون وضع تعريفات لها.
وكان أول من وضع تعريفا للاستعارة هو الجاحظ فقال :
«الاستعارة تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه» (٣) وعرفها ابن قتيبة فقال :
«والعرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة ، إذا كان المسمى بها بسبب من الآخر أو مجاورا أو مشاكلا» (٤) وعرفها ثعلب فقال :
«هى أن يستعار للشيء اسم غيره أو معنى سواه» (٥).
وعرفها ابن المعتز بقوله : «استعارة الكلمة ، لشىء لم يعرف بها من شىء عرف بها» (٦).
وكل ما تقدم غير واف فى ضبط الاستعارة وتحديد مفهومها تحديدا واضحا جامعا مانعا.
ثم بدأت مرحلة أخرى عرّفت فيها الاستعارة تعريفات جديدة ، من ذلك تعريف القاضى على بن عبد العزيز الجرجانى ، إذ