الاستعارة التّمثيلية
الاستعارة التمثيلية هى القسم الثالث من الاستعارة التصريحية ، بعد الاستعارة الأصلية ، والاستعارة التبعية.
ويسميها الخطيب القزوينى : المجاز المركب ، وقال فى تعريفها :
«وأما المجاز المركب فهو اللفظ المركب المستعمل فى ما شبّه بمعناه الأصلى تشبيه التمثيل للمبالغة فى التشبيه : أى تشبيه إحدى صورتين منتزعتين من أمرين أو أمور بالأخرى. ثم تدخل المشبه فى المشبه به مبالغة فى التشبيه» (١).
يعنى يكون الوصف الجامع أو المشترك بين كل من المشبه (المستعار له) والمشبه به (المستعار منه) هيئة أو صورة مؤلفة من عنصرين أو أكثر من عنصرين.
والاستعارة التمثيلية تختلف عن غيرها من الاستعارات فالوصف المشترك بين الطرفين فى غيرها مفرد وفيها هيئة أو صورة مركبة فاستعارة «النور» ل «الإيمان» استعارة مفردة ، لأن الوصف الجامع بينهما مفرد ، وهو الهداية أما الاستعارة التمثيلية فالوصف الجامع فيها هيئة أو صورة كما سيأتى.
أما جلال الدين السيوطى فقد أوجز فى تعريف الاستعارة التمثيلية حيث قال :
«هى أن يكون وجه الشبه فيها ـ أى الوصف المشترك بين الطرفين ـ منتزعا من متعدد» (٢).
وإلى هذا ذهب المدنى كذلك (٣).
وسماها قدامة بن جعفر «التمثيل» (٤).
وعلى هذا المنهج سار شراح التلخيص (٥).
والإمام عبد القاهر الجرجانى ساق لها عدة أمثلة تحت عنوان «التمثيل» (٦).
ومن أمثلتها فى القرآن الكريم قوله تعالى :
(لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) (٧).
قال الإمام جار الله الزمخشرى فى توجيه هذه الآية بلاغيا :
«هذا تمثيل لمنع الشحيح ، وإعطاء المسرف ، وأمر بالاقتصاد الذى هو بين الإسراف والتقتير» (٨).
وقوله «تمثيل» يعنى : استعارة تمثيلية.
وفى توضيح هذا الإجمال يقول الشهاب :
«يعنى أنهما استعارتان تمثيليتان ، شبه فى