(ز) ألا يخرّج على خلاف الأصل ، أو على خلاف الظاهر لغير مقتض.
(ح) وهذه الشروط تقتضى شرطا آخر هو أهمها جميعا ، وهو أن يكون المعرب لكتاب الله ـ تعالى ـ مستجمعا لشروط المفسر من :
سلامة الفطرة ، وصحة المعتقد ، وصفاء الذهن ، وخلوّ قلبه من الهوى ، وخبرته الواسعة بفنون لغة العرب وغير ذلك مما هو مذكور فى محله (٤).
(٤) وينبغى أن يلتزم المعرب لكتاب الله ـ تعالى ـ الأدب فى التعبير عند الإعراب ؛ فلا يتفوه بكلمة لا تليق بجلال القرآن أو تخلّ بفصاحته ، أو تؤدى إلى شكّ فى سلامة نظمه ومحاسن أسلوبه.
(أ) مثل قول بعض المعربين : هذا حرف زائد ؛ فإن الزائد قد يفهم منه أنه لا معنى له ، وكتاب الله منزّه عن ذلك ، فإن الحروف التى يبدو للمعربين أنها زائدة فى كلام الناس لا ينبغى أن يقولوا فيها إن وردت فى كتاب الله :
هى زائدة ، إلا أن يقولوا : زائدة لملحظ بلاغى وفائدة لا تؤدّى بغيره.
أو يقولوا بقول بعض الورعين من المعربين :
هذا الحرف صلة أو هو حرف توكيد ، أى :
جىء به لفائدة لا غنى عنه فى بيانها.
(ب) ومثل قول بعض المعربين : «الله» مفعول به منصوب. وهذا لا يليق بجلال الله تعالى.
والأولى أن يقال : لفظ الجلالة منصوب على العظمة ، كما وجدناه فى بعض كتب المعربين.
(٥) (أ) وممن صنّف فى إعراب القرآن أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبرى (٥٣٨ ـ ٦١٦ ه / ١١٤٣ ـ ١٢١٩ م).
فقد وضع فيه كتابا جامعا لسور القرآن كلها ، سماه : «التبيان فى إعراب القرآن» ـ فى جزءين. طبع لأول مرة فى مصر سنة (١٣٩٩ ه ـ ١٩٧٩ م).
وهو كتاب واف فى مقصوده ، واضح فى أسلوبه ، تميز عن سواه بحل كثير من مشكلات الإعراب فى كتاب الله ـ تعالى ـ وأتى فيه بما يشفى ويكفى.
قال رحمهالله فى مقدمته : (والكتب المؤلفة فى هذا العلم كثيرة جدا ، مختلفة ترتيبا وحدّا ؛ فمنها المختصر حجما وعلما ، ومنها المطول بكثرة إعراب الظواهر ، وخلط الإعراب بالمعانى ، وقلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم ، فلما وجدتها على ما وصفت ، أحببت أن أملى كتابا يصغر حجمه ويكثر علمه ، أقتصر فيه على ذكر الإعراب ووجوه القراءات ؛ فأتيت به على ذلك).