يعنى : البنات الصالحات ، هن عند الله لآبائهن خير ثوابا ، وخير أملا فى الآخرة ، إن أحسن إليهن.
٦ ـ وقال بعضهم : هى ما أريد به وجه الله وحده من طاعة الله ورسوله ، وجميع أعمال الخير ومن هؤلاء : ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ، حيث إن كل عمل وقول دعاك إلى الاشتغال بمعرفة الله وبمحبته وخدمته فهو «الباقيات الصالحات».
كما أن كل عمل وقول دعاك إلى الاشتغال بأحوال الخلق فهو خارج عن ذلك.
يقول الإمام ابن جرير : وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب قول من قال : هن جميع أعمال الخير ؛ لأن ذلك كله من الصالحات ، التى تبقى لصاحبها فى الآخرة ، وعليها يجازى ويثاب ، وإن الله عزوجل لم يخصّص من قوله تعالى :
(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) بعضا دون بعض .. فى كتاب ، ولا بخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
١٢ ـ البحيرة
ورد ذكرها فى القرآن الكريم مرة واحدة فقط (١) فى قوله تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة : ١٠٣).
وهى من الأشياء الحلال التى حرمها الناس على أنفسهم ، ولم يحرمها الله تعالى عليهم.
ومن المعلوم أن قضية التحريم والتحليل لا تكون إلا لله عزوجل ، ويجب الامتثال ، لشرعه ـ سبحانه ـ تحليلا ، وتحريما ، ومن تدخل فيها ، أو خالف لها فهو معتد على حق من حقوق الله تعالى ، يقول عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (المائدة : ٨٧ ، ٨٨).
والبحيرة هى : الناقة ، التى كانوا يشقون فى أذنها شقا ، يقال : بحرت أذن الناقة بحرا ، إذا شققتها وخرقتها.
قال ابن سيده : بحر الناقة والشاة يبحرها بحرا ، شق أذنها بنصفين ، وقيل : بنصفين طولا.
وكانت العرب تفعل بهما ذلك ، إذا نتجتا عشرة أبطن ، فلا ينتفع منهما بلبن ، ولا ظهر ، وتترك البحيرة ترعى وترد الماء ، ويحرم لحمها على النساء ، ويحلّل للرجال ، فنهى الله تعالى عن ذلك (٢١).
وعن سعيد بن المسيب : «هى الناقة ، التى يمنع درها للطواغيت ، فلا يحلبها أحد من الناس» (٢٢).