جبريل ـ عليهالسلام ـ إلى النبى صلىاللهعليهوسلم يقظة على صورته الأصلية تماما بلا تمثل ولا تغير بانضمام ونحوه ، فيراه بستمائة جناح ينتشر منها اللؤلؤ والياقوت ، ويوحى إليه على تلك الهيئة الملكية الأصلية كما نقله الإمام العينى عن السهيلى فى بيان صورة الوحى من (عمدة القارى) (٤٧).
ويؤيده ما رواه الإمام مسلم عن السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ مرفوعا : «لم أره ـ يعنى جبريل ـ على الصورة التى خلق عليها إلا مرتين ..». وفى رواية الترمذى عن السيدة عائشة : «لم ير محمد جبريل فى صورته إلا مرتين : مرة عند سدرة المنتهى ، ومرة فى أجياد». كما نقل الحافظ ابن حجر عن سيرة (سليمان التيمى) : «أن جبريل أتى النبى صلىاللهعليهوسلم فى حراء ، وأقرأه : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ثم انصرف ، فبقى مترددا ، فأتاه من أمامه فى صورته فرأى أمرا عظيما» (٤٨)!!
ثم الصورة السابعة : هى وحى الملك إسرافيل إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فقد جاء فى «مسند أحمد» ـ بإسناد صحيح ـ عن الشعبى : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل ـ عليهالسلام ـ ثلاث سنين ، فكان يعلمه الكلمة والشيء ، ولم ينزل القرآن ، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل ، فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة ...» (٤٩)
وقد نقل الإمام السيوطى ـ عقب هذه الرواية ـ قول ابن عساكر : والحكمة فى توكيل إسرافيل : أنه الموكل بالصور الذى فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ، ونبوته صلىاللهعليهوسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحى (٥٠).
والصورة الثامنة للوحى : أن يكلم الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم فى اليقظة كفاحا بلا واسطة ويسمعه كلامه ، كما حدث فى ليلة الإسراء والمعراج حيث أوحى إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم خواتيم سورة البقرة ، وقد استدل الإمام السيوطى لذلك بما أخرجه الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
«لما أسرى برسول الله صلىاللهعليهوسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ...». إلى أن قال : «فأعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثا : أعطى الصلوات الخمس ، وأعطى خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا «المقحمات» أى : الكبائر التى تقحم أهلها فى النار» (٥١).
ثم الصورة التاسعة : هى النفث فى الرّوع ، بأن ينفث فى روع النبى صلىاللهعليهوسلم الكلام نفثا ، أى ينفخ فى قلبه الوحى كما قال صلىاللهعليهوسلم :
«إن روح القدس نفث فى روعى ...». وقد مرّ بتخريجه متفرعا عن النوع الثانى من أنواع الوحى وهو الإلقاء الإلهامى فى اليقظة.
ومن ثم : كانت الكيفيات والصور الوصفية