ويقول السبكى (١) : وكتاب حقائق التفسير قد كثر الكلام فيه من قبل أنه اقتصر فيه على ذكر تأويلات ومحال للصوفية ينبو عنها اللفظ».
ويطعن الإمام ابن تيمية (٢) على تفسير السّلمى من ناحية أخرى ، فيقول : «وما ينقل فى حقائق السّلمى من التفسير عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر ، كما قد كذب عليه فى ذلك».
وقد قال ابن الجوزى (٣) : «وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمى فى تفسير القرآن من كلام الصوفية الذى أكثره هذيان لا يحل ، نحو مجلدين سماهما «حقائق التفسير».
فقال فى فاتحة الكتاب عنهم : إنهم قالوا : «إنما سميت فاتحة الكتاب ، لأنها أوائل ما فاتحناك به من خطابنا ، فإن تأدّبت بذلك وإلا حرمت لطائف ما بعد».
وهذا فى غاية القبح ، لأنّ لفظ الآية لفظ الخبر ومعناه الأمر. وتقديرها : قولوا الحمد لله.
وقال فى قول الإنسان : «آمين» أى قاصدون نحوك.
وهذا قبيح ؛ لأنه ليس من «أمّ» لأنه لو كان كذلك لكانت الميم مشددة
وقال فى قوله تعالى : (وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى)(٤) قال أبو عثمان : غرقى فى الذنوب.
وقال الواسطى : غرقى فى رؤية أفعالهم. وقال الجنيد : أسارى فى أسباب الدنيا تفدوهم إلى قطع العلائق.
وإنما الآية على وجه الإنكار ، ومعناها : إذا أسرتموهم فديتموهم ، وإذا حاربتموهم قتلتموهم. وهؤلاء قد فسروها على ما يوجب المدح.
__________________
(١) (طبقات الشافعية ٣ : ٦١).
(٢) (منهاج السنة ٤ : ١٥٥).
(٣) انظر (تلبيس إبليس ٣٣١) و (مقدمة أسباب النزول للواحدى ٧).
(٤) سورة البقرة : ٨٥.