بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم لجنة إحياء التراث الاسلامي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
فهذا هو الجزء الاول من كتاب (الوسيط في تفسير القرآن المجيد ، لواحد من أشهر علمائنا ، الذين اشتغلوا بتفسير القرآن الكريم ، فأتوا فيه بكل رائع معجب ، وهو الامام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، أحد علماء القرن الخامس الهجري.
وللامام الواحدي ثلاثة كتب في تفسير القرآن العظيم.
أحدهما : هو هذا الذي نقدمه اليوم لقراء العربية ، وعشاق التراث الاسلامي.
والثاني هو : كتاب (الوسيط في تفسير القرآن المجيد). والثالث هو كتاب (الوجيز في تفسير القرآن المجيد).
وكتاب (الوسيط) ـ كما هو واضح من اسمه ـ وسط بين الكتابين الاخرين من كتب الواحدي ، فلا هو بالمختصر المخل ، ولا المطول الممل. وقد أفاد فيه مؤلفه من المفسرين قبله ، ولم يقتصر على ذلك ، بل نقل في كتابه عن أئمة النحاة واللغويين والقراءات. وكان يوضح السبب في اختلاف القراءات القرآنية وعلل وجوهها وغير ذلك.
وقد اتبع الاستاذ محمدحسن ابوالعزم ، محقق الكتاب ، المنهج العلمي الذي ارتضته اللجنة لتحقيق الكتب التي تصدر عنها ، لقابل بين مخطوطات الكتاب ، وأثبت القراءة التي رآها صوابا ، وأشار إلى فروق الروايات في هامش النص الملحق في تفسيره ، وخرّج نصوص الكتاب المختلفة ، وترجم للكثير من الاعلام التي أوردها الواحدي في تفسيره ، ووقف عند بعض الآراء التي تستحق المناقشة في الكتاب ، ونناولها بالتعليق والتحقيق.
وإن لجنة إحياء التراث الاسلامي بالمجلس الاعلى للشئون الاسلامية ، وهي تقدم هذا الجزء الاول من تفسير (الوسيط) للواحدي ، لنرجوا أن يسد هذا الكتاب فراغا في المكتبة العربية ، كما تأمّل أن تصدر الاجزاء المتيقنة من هذا الكتاب القيم في أقرب فرصة ممكنة. وعلى الله قصد السبل.
مقرر اللجنة د. رمضان عبدالتواب |
رئيس اللجنة عبدالمنعم محمد عمر |