أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدى : قد تفقّه وحدّث أيضا ، وتوفّى بنيسابور فى شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وأربعمائة من الهجرة. وتضيف أحد المصادر (١) بأنّ له أخا ثانيا اسمه : «أبو بكر : سعد بن أحمد الواحدى ، السمسار ، وكان نزيه الطّعمة من أولى الصيانة والعفّة ؛ وهو من الثقات الذين أكثروا السماع من أصحاب أبى العباس الأصمّ ، ولم أقف على تاريخ وفاته».
أمّا «أبو الحسن على بن أحمد الواحدى» مؤلف هذا الكتاب ، وصاحب التفاسير المشهورة فقد وصفه مترجموه (٢) : بأنه : «أستاذ عصره ، وواحد دهره ، ورزق السعادة فى تصانيفه ، وأجمع الناس على حسنها ، وذكرها المدرسون فى دروسهم وأحد من برع فى العلم ، وكان رأسا فى اللغة العربية ، وإماما فى النحو واللغة ، والتفسير والقراءات ، عالما بالأدب والعروض ، ونعت شعره بالجودة والملاحة كما كان إماما فى الفقه ، شافعىّ المذهب ، محدّثا ، ويقول عنه القفطى (٣) : «قرأ الحديث على المشايخ ، وأدرك الإسناد العالى ، وسار الناس إلى علمه ، واستفادوا من فوائده». ونعته الذهبى : «بإمام علماء أهل التأويل».
وقد ذكره أبو الحسن الباخرزى (٤) (المتوفى ٤٦٧ ه) وسجع له فقال : «مشتغل بما يعنيه ـ وإن كان استهدافه للمختلفة يعنّيه ـ ولقد خبط ما عند أئمة الأدب ، من أصول كلام العرب ، خبط عصا الراعى فروع الغرب ، وألقى الدّلاء فى بحارهم حتى نزفها ، ومدّ البنان إلى ثمارهم إلى أن قطفها ، وله فى علم القرآن ، وشرح غوامض الأشعار تصنيفات بيده لأعنتها تصريفات ، وقلّ ما يعرض على الرواة ما يصوغه من الأشعار ، وبلآى تتفتح أكمامها عن النوّار».
«وأقدم من ترجم له : عبد الغافر الفارسى النيسابورى (٤٥١ ـ ٥٢٩ ه) فى كتاب
__________________
(١) انظر (أسباب النزول للواحدى المقدمة ٧).
(٢) انظر المراجع السابقة فى مصادر الترجمة.
(٣) انظر (إنباه الرواة ٢ : ٤٢٩).
(٤) انظر (دمية القصر ٢٠٣).