سورة الروم
(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) وأدنى الأرض أي : أقربها ويريد بالأرض أطراف الشام ؛ لأنها أدنى أرض الروم إلى فارس ، قيل : احتربت الروم وفارس بين أذرعات وبصرى فغلبت فارس الروم ، وأخبر الله تعالى أنه من بعد غلبهم سيغلبون.
(وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) : الغلب والغلب مثل : الحلب والحلب.
(يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) : الإبلاس : الاكتئاب والحزن ، يقال : أبلس إذا سكت ، وأبلست الناقة إذا لم ترع من شدة الضبعة.
(فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) : يسرون ؛ والحبور : السرور. يقال : حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وظهر له أثره.
(حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : أفعال تامة ومعناها : الدخول في المساء والصباح وكذا تظهرون : تدخلون في الظهيرة. وهي استواء الشمس في كبد السماء.
(وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ) : الألسنة هاهنا اللغات أو أجناس النطق وأشكاله بحيث لا يسمع منطقان متفقان في همس واحد ولا جهارة ولا رخاوة ولا فصاحة ولا لكنه وكذلك الصور وتخطيطها وألوانها ـ ولو اتفقت اتفاقا كليا لوقع الالتباس ولتعطلت مصالح كثيرة.
(وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ) : المنام والنوم واحد ، والمنامة : ثوب ينام فيه.
(وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) : أهون هاهنا بمعنى هين وهو اسم فاعل لا من صيغ التفضيل.
(فِطْرَتَ اللهِ) : الفطرة : الخلقة ، وقد فطره يفطره بالضم فطرا ، والفطر أيضا الشق والفطر : الابتداء والاختراع ، والفطر : حلب الناقة بالسبابة والإبهام.
(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) الإنابة : الرجوع.
(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) : الإضعاف من الحسنات ، ونظير المضعف : القوي.
(فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) التمهيد : التوطئة بمعنى : يوطئون. والله تعالى أعلم.