والقسم الثاني بمعنى : وقى كالآية.
(مِنْ صَياصِيهِمْ) : من حصونهم ، والصياصي : قرون البقر ، والصيصة أيضا : شوكة الديك ، والشوكة التي يصلح بها الحائك السّداة واللّحمة.
(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) : هي القديمة ، ويقال لها : الجاهلية الجهلاء ؛ وهو الزمن الذي ولد فيه إبراهيم عليهالسلام. كانت المرأة تلبس الدرع اللؤلؤ وتمشي وسط الطريق لتعرض نفسها ، وقيل : ما بين آدم ونوح. وقيل : بين إدريس ونوح ، وقيل : زمن داود وسليمان والجاهلية الأخرى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم. ويجوز أن الجاهلية جاهلية الكفر قبل الإسلام ، والأخرى جاهلية الفسوق في الإسلام. وكأن المعنى" لا تحدثن بالتبرج جاهلية في الإسلام شبه جاهلية الكفر" ويعضده ما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال لأبي الدرداء" إن فيك جاهلية" فقال جاهلية كفر أو جاهلية إسلام فقال : بل جاهلية كفر".
(وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) قرئ : خاتم بفتح التاء وكسرها ؛ فمن فتح أراد : الطابع بفتح الباء ومن كسر أراد : الطابع بكسرها وهو الفاعل.
(تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) : قرئ بهمز وبغير همز أي : تؤخر.
(وَتُؤْوِي) أي : تضم والمعنى تمسك من تشاء وتطلق من تشاء.
(وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) : أمره الله تعالى بالاقتصار عليهن وهن اللواتي مات عنهن : عائشة بنت أبي بكر ، وحفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وصفية بنت حييّ ، وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث المصطلقية.
(غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) تقول : أنى الشيء يأني أنى أي : حان وأدرك. وفي الحاشية وأناه يؤنيه أنيا : حبسه وأخره. ويقال أنى الحميم : انتهى حره ومنه حميم آن والاسم منه الأناء على فعال بالفتح ، وقيل وقته ، وقيل : هؤلاء قوم كانوا يتحينون طعام النبي صلىاللهعليهوسلم عند نضجه.
(أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) أي : أجدر وأولى.
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) الأمانة : الطاعة والانقياد لأوامر الله تعالى ونواهيه.