سورة الجمعة
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) الأمي : الذي لا يقرأ ولا يكتب ، قيل : بدأت الكتابة بالطائف أخذوها من أهل الحيرة وأهل الحيرة من الأنبار. وقرئ : في الأميين بحذف ياء النسب.
(يَحْمِلُ أَسْفاراً) : جمع سفر ، والسفر : الكتاب الكبير من كتب العلم.
(إِنْ زَعَمْتُمْ) : الزعم مثل الرأي ، ويكون بمعنى : الظن ، وبمعنى : الاعتقاد ، وبمعنى : الكذب.
(إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) النداء : الأذان ، وقالوا المراد به الأذان عند قعود الإمام على المنبر ، وأول من سماها جمعة" كعب بن لؤي" وفيها ثلاث لغات وكان يقال لها : العروبة.
(تِجارَةً أَوْ لَهْواً) اللهو : الغناء والمراد بها هنا : صوت الطبل والتصفيق ، لأنهم كانوا إذا قدمت عليهم عير من الشام حاملة تجارة أو ميرة يتلقونها بالطبول والتصفيق (١).
__________________
(١) روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة ، فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا ـ في رواية أنا فيهم ـ فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة.
وعند الدارقطني من حديث جابر. أنهم انفضوا غير أربعين رجلا أنا فيهم. والسبب في تركهم استماع الخطبة ما ذكره أبو داود بسنده عن مقاتل بن حيان قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين ، حتى كان يوم جمعة والنبي صلىاللهعليهوسلم يخطب ، وقد صلى الجمعة ، فدخل رجل فقال : إن دحية بن خليفة الكلبي قدم بتجارة ، وكان دحية إذا تقدم تلقاه أهله بالدفاف ؛ فخرج الناس فلم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء فنزلت.