سورة الطلاق
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) : خص النبي صلىاللهعليهوسلم بالنداء وعمّ بالخطاب لأن النبي صلىاللهعليهوسلم إمام أمته وقدوتهم. كما يقال لرئيس القوم وكبيرهم : يا فلان افعلوا كيت وكيت إظهارا لتقدمه واعتبارا برئاسته وكأنه وحده في حكم كلهم ومعنى طلقتم : إذا أردتم الطلاق.
(وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) : أحصى الشيء يحصيه إحصاء إذا عدده وضبطه ، نحن أكثر منهم حصى ، أي : عددا. والحصو : المنع.
قال (١) :
ألا تخاف الله إذ حصوتني |
|
حقي بلا ذنب وإذ عنّيتني؟ |
(ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ) الوعظ : النصح والتذكير بالعواقب.
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) اليأس : القنوط وقد يئس من الشيء ييأس وفيه لغة يئس ـ بالكسر فيهما ـ وهو شاذ ، قال المبرد : منهم من يبدل في المستقبل الياء الثانية ألفا ياأس ، ويئس بمعنى علم في لغة النخع ومنه قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) [الرعد ـ ٣١].
(مِنْ وُجْدِكُمْ) (٢) الوجد : الوسع والطاقة وقرئ بالحركات الثلاث.
(وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ) : الائتمار بمعنى : التآمر ، كالاشتوار بمعنى : التشاور ويقال : ائتمر القوم إذا أمر بعضهم بعضا.
(عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها) : أعرضت عنه على حد العتو والعناد.
__________________
(١) هو بشير الفريري.
(٢) قرأ ابن يعقوب الحضرمي وهو صاحب قراءة متواترة من وجدكم. وقرأ الحسن والأعرج وابن أبي عسلة من وجدكم.