سورة الحاقة
(الْحَاقَّةُ) : الساعة الواجبة الوقوع الآتية بلا ريب فيها ، أو التي فيها حواق الأمور من الحساب والثواب والعقاب. أو التي تحقّ فيها الأمور ، من قولك لا أحق هذا أي لا أعرف حقيقته. جعل الفعل لها وهو لأهلها.
(بِالْقارِعَةِ) : التي تقرع الأسماع بالأهوال.
(بِالطَّاغِيَةِ) أي : بالواقعة المجاوزة الحد في الشدة ، واختلف فيها ، فقيل : الرجفة وقيل : الصاعقة ، وقيل : الطاغية مصدر كالعافية.
(بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) الصرصر : الشديدة الصوت لها صرصرة من قولهم : إذا صرصر البازي فلا ديك يصرخ ، وقيل : الباردة من الصر عاتية ، شديدة العصف ، وقيل : عتت على عاد فلم تقدر على ردها ؛ لأنها كانت تنزعهم من أماكنهم ومن آبارهم التي ينزلون فيها.
(وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) : إما أن تكون جمع حاسم وهو القاطع ومنه الحسام : السيف كشاهد وشهود ، أو يكون مصدرا كالكفور والشكور ، والمراد بالحسوم أنها حسمت كل خير ، قيل : إنها أيام العجوز وهي إشارة إلى عجوز من عاد تورات في سرب فانتزعتها الريح ، وقيل : من عجز الشتاء وهي آخر الشتاء ، وقيل : متتابعة ، ويقال الحسوم : الشوم ، ومعنى سخرها عليهم أي : سلطها عليهم كما يشاء.
(رابِيَةً) : مرتفعة.
(طَغَى الْماءُ) أي : ارتفع وكبر شأنه.
(حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) الجارية : السفينة اشتق لها من فعلها.
(وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال جار الله : لم جيء به على التوحيد والتنكير؟ قلت : إيذان بأن الوعاة فيهم قلة.
(فَدُكَّتا) الدك : ضرب بعض الشيء ببعضه حتى يندق ، وهو أبلغ من الدق.
(واهِيَةٌ) أي : ضعيفة ، وقيل مسترخية ساقطة القوة بعد أن كانت محكمة.
(خافِيَةٌ) سريرة.
(هاؤُمُ) : صوت يفهم منه خذ.
(إِنِّي ظَنَنْتُ) أي : علمت وإنما أجري الظن مجرى العلم لأن الظن الغالب يقام مقام العلم في العادات والأحكام ، يقال : أظن كاليقين أن السر كيت وكيت.