(عَنِيداً) : معاندا والعناد : المخالفة.
(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) : سأغشيه عقبة شاقة المصعد ؛ وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق وقيل : " الصعود" جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا.
(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) : فكر في قولهم : ما ذا تقول في القرآن ، وقدّر في نفسه ما يقوله.
(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) : تعجيب من تقديره وإصابته المحز. ومعنى قول القائل" قتله الله ما أشجعه ، وأخزاه الله ما أشعره" يريدون بذلك أنه قد بلغ المبلغ الذي يحسد عليه ويدعى عليه. روي أن الوليد بن المغيرة قال لبني مخزوم : " لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا الجن. إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى .. فقالت قريش : صبأ والله الوليد".
(ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) : بسر الرجل وجهه إذا كلح.
(لَوَّاحَةٌ) التلويح : تغير الوجه. تقول : لوّحته الشمس إذا غيرته ، وقيل : اشتقاقه من اللوح بضم اللام وهو ما بين السماء والأرض.
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) الخوض : الشروع في الباطل وما لا ينبغي.
(حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) : قرئ بكسر الفاء وفتحها (١) ؛ وهي الشديدة النفار.
(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قيل : المراد الرماة الذين يصيدونها ، وقيل : الأسد وجمع القسورة : قساور ، واشتقاقه من القسر وهو القهر والغلبة ، وقيل : القسورة أصوات الناس ، وقيل : ظلمة الليل.
(كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) : الضمير في" إنه" ، " ذكره" يعودان إلى التذكرة.
(كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) : وإنما ذكر حملا على معنى الذكر أو القرآن.
(هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي : هو أهل أن يتقى وأهل أن يغفر لمن اتقاه.
__________________
(١) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء ، والباقون بكسرها.