سورة عبس
(عَبَسَ) يعبس عبوسا : قطب وجهه مثل كلح ، وقرئ عبّس بالتشديد.
(أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) يريد به : عبد الله بن أم مكتوم ، وأم مكتوم أم أبيه ، واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري ، من بني عامر بن لؤي جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده صناديد قريش ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يعرض عليهم الإسلام ، وكانوا : عتبة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبا جهل ابن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ، وأمية بن خلف ، والوليد بن المغيرة. ورسول الله صلىاللهعليهوسلم منصب إليهم فوقف ابن أم مكتوم ، وقال يا رسول الله : أقرئني وعلمني مما علمك الله ، واختار رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا يقطع كلامه رجاء أن يسلم منهم أحد فيسلم بإسلامه خلق كثير فعبّس رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجهه فنزلت وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا وجده يقول له : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي. هل لك من حاجة؟ واستخلفه في المدينة مرتين.
(تَصَدَّى) : تتعرض ، وقيل تصدى مشتق من الصدى ، وهو عود الصوت أي مجاوبة.
(تَلَهَّى) يقال : لهى عنه والتهى وتلهى إذا تشاغل عنه.
(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) قيل : القراء ، وقيل : أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : الكتبة الذين يسفرون الأوراق أي ينسخونها.
(قُتِلَ الْإِنْسانُ) : دعاء عليه وهي من أشنع دعواتهم لأن القتل قصارى شدائد الدنيا.
(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) اختلف في السبيل فقيل : بطن أمه ، وقيل : سبيل الخير والشر بتقديره وتمكينه.
(فَأَقْبَرَهُ) : جعله صاحب قبر ولم يجعله مطروحا على وجه الأرض جزرا للسباع والطير كسائر الحيوان ، يقال : قبر الميت إذا قبره وأقبره إذا اتخذه له قبرا.
(وَقَضْباً) القضب : الرطبة لأنه يقضب مرة بعد أخرى.
(وَحَدائِقَ) : جمع حديقة وهي : البستان.
(غُلْباً) : متكاثفة الشجر كما يقال : ضخمة والأصل في الوصف بالغلب للرقاب فاستعير.