سورة التكوير
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) في التكوير وجهان : أحدهما : من كورت العمامة إذا لففتها. أي : يلف ضوؤها لفا فيذهب ضوؤها ، والثاني : عبر بالتكوير عن لفها ، ولفها عبارة عن سترها لأن الثوب إذا أريد لفه لف وطوى.
(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) أي : انقضت.
(وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) : جمع عشراء ؛ وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة وهي أنفس ما تكون عند أهلها ، ومعنى عطلت : تركت مهملة ، وقيل : عطلها أهلها عن الحلب والصر لاشتغالهم بأنفسهم.
(حُشِرَتْ) : جمعت من كل ناحية.
(سُجِّرَتْ) : ملئت كما يسجر التنور بالحطب.
(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قيل : نفوس المؤمنين بالحور ، ونفوس الكافرين بالشياطين (١).
(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) الوأد : قتل البنات ودفنهن في التراب ، وكان هذا في الجاهلية ومنعه صعصعة بن ناجية.
وفي ذلك يقول الفرزدق يفتخر بذلك :
ومنا الذي منع الوائدات |
|
فأحيا الوئيد فلم توأد |
(كُشِطَتْ) : كشفت وأزيلت كما يكشط الإهاب عن الذبيحة ، وقرأ ابن مسعود : قشطت ، واعتقاب القاف والكاف كثير في كلامهم ، يقال : لبكت الثريد ولبقته ، والكافور ، والقافور.
(سُعِّرَتْ) : إذا أوقدت إيقادا شديدا.
(أُزْلِفَتْ) أدنيت قيل هذه اثنا عشرة خصلة ؛ ست منها في الدنيا ، وست منها في الآخرة.
(بِالْخُنَّسِ) : الرواجع ، بينا ترى النجم في آخر البرج اذكر راجعا إلى أوله.
(الْجَوارِ الْكُنَّسِ) والجواري : السيارة ، والكنس : الغيب من كنس الوحش إذا
__________________
(١) عن النعمان بن بشير : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قال : " يقرن كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون بعمله".