سورة الانشقاق
(وَأَذِنَتْ) أي : استمعت ، من أذن له (١).
(وَحُقَّتْ) أي : حق لها الانقياد لطاعته.
(وَتَخَلَّتْ) : تكلفت الخلو حتى لم يبق فيها شيء كما يقال : تكرم الكريم وترحم الرحيم إذا بلغا جهدهما في الكرم والرحمة وتكلفا فوق ما في طبعهما.
(إِنَّكَ كادِحٌ) الكدح : جهد النفس في العمل والكد فيه ، كدح جلده إذا خدشه ومعنى كادح : جاهد إلى لقاء ربه وهو الموت وما بعده من الحال.
(حِساباً يَسِيراً) : سهلا لا يناقش فيه (٢).
(ثُبُوراً) : هلاكا.
(أَنْ لَنْ يَحُورَ) : يرجع إلى الله تعالى تكذيبا بالمعاد. قال لبيد : (٣)
...... |
|
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع |
وعن ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنيّة لها : حوري أي : ارجعي.
(بِالشَّفَقِ) الشفق : الحمرة التي ترى بعد المغرب.
(وَما وَسَقَ) أي : ما جمع ، ووسق واستوسق بمعنى وهو من باب افتعل واستفعل مثل اتسع واستوسع.
(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) أي : استوى وهي ليلة أربع عشرة.
(طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي : حالا بعد حال ، وعن بمعنى : بعد ، والمعنى : لتركبن أحوالا بعد أحوال هي طبقات في الشدة.
(لا يَسْجُدُونَ) : لا يخضعون.
(بِما يُوعُونَ) : يجمعون في صدورهم من الكفر والحسد والبغي والبغضاء ، أو بما يجمعون في صحفهم من أعمال السوء.
__________________
(١) جاء في الحديث : " ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن" أي : ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي.
(٢) جاء في الحديث" ليس ذاك الحساب ؛ إنما ذلك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
(٣) هذا عجز البيت ، وصدره :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه.