سورة القارعة
(الْقارِعَةُ) : التي تقرع العالم بهولها مأخوذ من قرع العصا للرأس ، والمراد بها القيامة والقارعة : الداهية ، والقارعة : ساحة الدار.
(كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) : الفراش اسم لطائر يدور حول السراج ويحرق نفسه فيه قال جرير يهجو الفرزدق :
إن الفرزدق ما علمت وقومه |
|
مثل الفراش غشين نار المصطلى |
وسمي فراشا لتفرشه وانتشاره ، ومن أمثالهم : " أضعف من فراشة وأذل وأجهل".
(كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) العهن : الصوف المصبوغ ألوانا ، ووجه التشبيه أن الجبال بعضها حمر وبعضها بيض وبعضها سود ، فإذا دكت واختلطت أشبهت القطن المصبوغ قال الله تعالى : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) [فاطر : ٢٧].
(فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) : من قولهم : هوت أمه إذا دعي عليه بالهلكة ؛ لأنه متى هلك هوت أمه أي : سقطت وتهالكت عليه ثكلا قال الشاعر : (١)
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا |
|
وما ذا يرد الليل حين يثوب |
وقيل الهاوية : النار ، ويقال للمأوى : أم على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ، وعن قتادة : فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا.
(ما هِيَهْ) : ضمير القارعة (٢).
(ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) : رجحت مقادير حسناته.
__________________
(١) هو كعب بن سعد الغنوي.
(٢) الصواب أن الضمير إما يعود على الداهية التي دل عليها قوله تعالى : فأمه هاوية ، أو ضمير هاوية.