سورة الماعون
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) قرئ أرأيت بحذف الهمزة وليس بمختار (١) لأن حذفها مختص بالمضارع ولم يصح عن العرب ريت ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أول الكلام ونحوه ما سمع من قول الشاعر :
صاح هل ريت أو سمعت براع |
|
ردّ في الضرع ما قرى في الحلاب |
والدين : هاهنا الجزاء.
(يَدُعُّ الْيَتِيمَ) : يدفعه دفعا عنيفا بجفوة وأذى.
(وَلا يَحُضُ) : لا يبعث.
(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) المراد بالسهو : قلة المبالاة بها حتى يفوت وقتها ولا يصلونها (٢) ، أو يصلونها على غير وضعها من غير خشوع وإخبات ، بل العبث باللحية والثياب وكثرة التثاؤب والالتفات ؛ لا يدري كم صلى ولا ما قرأ.
(يُراؤُنَ) : فإن قلت : ما معنى المراءاة؟ قلت : هي مفاعلة من الإراءة لأن المرائي يرى الناس عمله وهم يرونه الثناء عليه والإعجاب من أعماله.
(وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) : ما يتعاوره الناس في العادة من الفأس والقدر والمقدحة والقربة والصحفة ، وعن عائشة : الماء والملح والنار.
__________________
(١) قوله : وليس بمختار كلام خطأ ، لأنها من القراءات السبع المتواترة عن الكسائي.
(٢) المراد بالسهو في الصلاة : تأخيرها عن وقتها لحديث سعد بن أبي وقاص ، يرفعه بعضهم ، وقال الحاكم والبيهقي : وقفه أصح.