(سَيَصْلى) : قرئ بفتح الياء وضمها (١) ، والسين للوعيد الكائن لا محالة وإن تراخى وقته.
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) : هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ، وكانت تحمل في ظلام الليل الشوك وترميه في طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : حمل الحطب كناية عن المشي بالنميمة ، يقال للنمام : حمال الحطب ، والمعنى يوقد النائرة ، قال الشاعر :
من البيض لم تصطد على ظهر لأمة |
|
ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب |
(فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) : الجيد : العنق ، والمسد : ما يفتل فتلا جيدا من ليف أو غيره.
وقرئ : حمالة (٢) بالنصب على الذم ، والمعنى : أنها تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها في جيدها كما يفعل الحطابون تخسيسا لحالها وتحقيرا لها وتصويرا لها بصورة بعض الحطابات لتمتعض من ذلك ويمتعض بعلها وهما في بيت العز والشرف.
وعيّر بعض الناس الفضل بن العباس بن عتيبة بن أبي لهب فقال له : يا ابن حمالة الحطب فقال :
ما ذا أردت إلى شتمي ومنقصتي |
|
أما ما تعير من حمالة الحطب |
غراء شادخة في المجد عرتها |
|
كانت سليلة شيخ ثاقب الحسب |
ويحتمل أن يكون المعنى : أن حالها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها في الدنيا ، وأن الحزمة من الحطب تكون نارا ، أو أن الحبل سلاسل من نار.
__________________
(١) قرأ الجمهور بفتح الياء ، وقرأ الأعمش بضمها.
(٢) هي قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي ، وقرأ أبو قلابة" حاملة الحطب".