والخلف بالضم : الاسم من الإخلاف.
(نَتَقْنَا الْجَبَلَ) النتق : الزعزعة والنقض ، تقول : نتقته أنتقته بالضم نتقا والمعنى : زعزعناه.
(فَانْسَلَخَ مِنْها) أي : خرج منها كما ينسلخ الجلد من جسم الشاة.
(أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) أي : ركن إليها وأقام
(وَلَقَدْ ذَرَأْنا) أي : خلقنا ، ومنه الذرية لأن العرب تركت همزها ، وهي نسل الثّقلين.
(أَيَّانَ مُرْساها) أي : أيّ وقت يقع استقرارها ، ويجوز في أيان كسر الهمزة ، وتختص بالسؤال عن الزمن المستقبل ، وهي عند الكوفيين أصلها : أي أوان ، وليس بفعال من آن. ومرساها : استقرارها ، والإرساء : استقرار الشيء الثقيل.
(لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها) أي : لا يظهر خفاياها إلا هو.
(كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها) أي : عالم بها ، والحفي : العالم بالشيء الذي علمه باستقصاء.
(خُذِ الْعَفْوَ) أي : ما سهل قصده وتناوله ، وقيل معناه : تعاطي العفو من على الناس.
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ) نزغ الشيطان ينزغ نزغا : أفسد وأغرى.
(إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ) الطيف : ما يتخيله الإنسان بعقله أو ما يراه في منامه ، يقال منه : طاف الخيال يطيف طيفا ومطافا ، وطاف الرجل يطوف طوفا وطوافا إذا أقبل وأدبر ، ويجوز أن يكون من طاف الرجل فيكون طيّفا لكنه خفف مثل ميّت ، وطيف الشيطان : لممه ووسوسته.
قال الشاعر (١) :
أنّى ألمّ بك الخيال يطيف |
|
ومطافه لك ذكره وشعوف |
وقيل : المراد هاهنا بطيف الشيطان ما ينالهم من غضب يخيل لهم أنهم جنّوا ، قال (٢) :
__________________
(١) الشاعر هو كعب بن زهير.
(٢) البيت لأبي العيال الهذلي.