إن رأيت بنات بني الأصفر. لا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك بمال. الفتنة الثانية المراد بها : الشرك ، وعاقبة الشرك النار والعذاب.
(لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ) : يسرعون ، والرجل الجموح : الذي يركب هواه ولا يمكن رده.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) اللمز : العيب وأصله الإشارة بالعين ونحوها ، وقد لمزه يلمزه ويلمزه ، وقرئ بهما (١) ، ورجل لمّاز ولمزة أي : عيّاب ، ويقال : لمزه إذا دفعه.
(وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) يسمع كلام كل أحد ويعمل به ، يستوي فيه الواحد والجمع ، وفي تسميته قولان : أحدهما : أنه سمي بالعضو لإلقاء الكلام فيه كما قالوا للجاسوس : عينا لكثرة النظر بها ، والثاني : أنه مأخوذ من أذن يأذن إذنا إذا استمع وأصغى بأذنه قال :
بسماع يأذن الشيخ له |
|
وحديث مثل ماذيّ مشار |
ويجوز في أذن التخفيف ، فيقال : أذن ، كما يقال : عنق ، وطنب ، وظفر.
(أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي : يجانب الله ورسوله والمعنى : يكون في حد والله ورسوله في حد ، وهو معنى المشاققة أي : يكون في شق والله ورسوله في شق.
(فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) الخلاق : النصيب ، وفي هذه الآية رد على علماء البيان أن اللفظة اذا تكررت لا يعد الكلام فصيحا كقولهم : " وليس قرب قبر حرب قبر".
(بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) أي : مع النساء ، واحدتهن : خالفة ، وفلان خالفة أهله ، وخالف أهل ببيته إذا كان لا خير معه ، ومنه قوله تعالى : (فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) [التوبة ٨٣] والخالفة : عمود الخباء.
(وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ) قرئ بالتشديد والتخفيف (٢) ، فبالتشديد قد يكون محقا وقد لا يكون ، والمحق في معنى المعتذر لأن له عذرا ، لكن التاء قلبت
__________________
(١) قوله وقرئ بهما أقول قرأ الجمهور بلمزك بكسر الميم ، وقرأ يعقوب الحضرمي بضمها.
(٢) هي قراءة يعقوب الحضرمي.