الهواء يسمى قترا ، وما دنا من الأرض يسمى غبرة.
تقول : رهقه بالكسر يرهقه رهقا أي : غشيه ، وأرهقه طغيانا أي : أغشاه إياه ، وأرهقه عسرا كلفه إياه ، والمرهق : أدرك ليقتل ، وراهق الغلام : قارب الاحتلام. وأرهق الصلاة : أخرها حتى دنا وقت الأخرى.
(فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ) أي : فرقنا ، تقول : زلت الشيء أزيله زيلا أي : مزته ، يقال : زل ضأنك من معزك ، وزيلته فتزيل ، وليس من زال يزول ؛ لأن ذلك يقتضي زوّلنا.
(إِي وَرَبِّي) إي : توكيد للقسم يتقدم عليه ، معناها : نعم ، أي : نعم والله أو بلى والله.
(وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) قيل : أظهروها ، وقيل : كتموها ، والإسرار من الأضداد ، أي : ظهرت آثار الندامة على أسرّة وجوههم ، وقيل : تعاتبوا سرا من قوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) [الأنبياء : ٣].
(إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) أي : تخوضون وتنتشرون ، وقيل : تندفعون في تكذيب العذاب ، والضمير في فيه يعود إلى القرآن ، وقيل : إلى العمل.
(وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ) أي : يغيب ، قرئ يعزب بالضم والكسر للزاي. والوجه أنهما لغتان ، ومن هذه المادة عزبت الإبل : إذا بعدت في المرعى ، وعزب طهر المرأة إذا غاب عنها زوجها. وفي الحديث : " من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب" أي : بعد عهده بما ابتدأه منه.
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) أي : ادعوا شركاءكم ، لأنه لا يقال : أجمعت شركائي ، والمعروف : أجمع على الأمر وجمع الشركاء وغيرهم ، فأجمع في المعاني ، وجمع في الدواب.
(إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) السحر يقال على معاني خداع وتخيلات لا حقيقة لها كما يفعله المشعبذ بخفة يده ، ولا يتمكن البصر من رؤية ذلك ، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع ، وعلى ذلك قوله تعالى : (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) [الأعراف : ١١٦] ، وقال تعالى : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ) [طه : ٦٦] ، وبهذا المعنى سموا موسى عليهالسلام ساحرا ، والثاني : استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه ، " ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" والثالث : ما يذهب