عن ابن هرمز (١) : شديد المحال بالفتح على مفعل (٢) من الحيلة.
(جُفاءً) من قولهم : جفأت القدر وأجفأت إذا رمت زبدها عن الغليان ، وهذا البناء وهو فعال لما يرمي ويطرح ، والقدر الجامع بين الجفاء والجفاء وجفى السّرج : إذا ارتفع عن ظهر الدابة ، وجفى جنبه عن الفراش : الارتفاع.
(طُوبى لَهُمْ) فعلى من الطّيّب قلبوا الياء واوا للضمة قبلها ، يقال : طوبى لك ، وطوباك بالإضافة ، ولا يقال : طوبيك ، وطوبى : اسم شجرة بالجنة (٣) وقيل : إشارة إلى كل ما يستطاب في الجنة.
(بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) القارعة : الشديدة من شدائد الدهر ، وقارعة الدار : ساحتها ، وقارعة الطريق : أعلاه ، وقوارع القرآن : الآيات التي يحترس بها من الجن والإنس.
(مَثَلُ الْجَنَّةِ) صفتها ، يقال : مثل ، ومثل ، كما يقال : شبه وشبه.
(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) الأم بإزاء الأب وهي الوالدة والقريبة : التي ولدته والبعيدة : التي ولدت من ولده ، ولذلك يقال : حواء أمنا ، ويقال لكل ما كان أصلا لوجود شيء وانضم إليه سائر ما يليه : أم ، والمراد بأم الكتاب : اللوح ، وذلك أن العلوم كلها منسوبة إليه ومتولدة منه ، ومن ذلك أم القرى يراد بها مكة ؛ لأن القرى دحيت منها ، قال الله تعالي : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) وأم النجوم : المجرة ، ويقال للكريم : أم الأضياف ، ولمقدم الجيش : أم الجيش ، وقيل لفاتحة الكتاب : أم الكتاب ؛ لكونه مبدأ الكتاب ، وأصل الأم أمّهة لقولهم : أمهات ، وقيل : أصله من المضاعف كقولهم : أمّات وأميمة ، وقال بعضهم : أمّات في البهائم ، وأمّهات في الأناس ، وقد يستعمل أمّات في الأناس كقوله :
جلوت الظلام بأمّاتكا
__________________
(١) ترجمة الأعرج أبي داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج مولى محمد بن ربيعة ـ أخذ القراءة عن أبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، وقرأ عليه القرآن نافع بن أبي نعيم وغيره.
(٢) قرأ الأعرج والضحاك بفتح الميم على وزن مفعل.
(٣) ورد مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم من حديث عتبة بن عبيد السلمي أنه قال : وسأله أعرابي : " يا رسول الله أفي الجنة فاكهة. قال : نعم فيها شجرة تدعى طوبى" وذكر الحديث.