قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ (١) لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) (٢٧٣).
للفقراء ، جار ومجرور ، وفى موضعه وجهان :
أحدهما : الرفع لأنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الصدقات للفقراء.
والثانى : أن يكون فى موضع نصب لأنه يتعلق بقوله : وما تنفقوا من خير للفقراء. ولا يستطيعون جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (أحصروا) ويحسبهم ، جملة فعلية فى موضع الحال من الفقراء ، وكذلك ، تعرفهم بسيماهم ، وكذلك ، لا يسألون الناس إلحافا.
ويحتمل أن يكون ذلك كله حالا من المضمر فى (أحصروا).
ويحتمل أن يكون مستأنفا فلا يكون له موضع من الإعراب ، وإلحافا ، مصدر فى موضع الحال.
ومعنى لا يسألون الناس إلحافا ، أى لا يسألون ولا يلحفون. كقول الشاعر :
٤٢ ـ ولا ترى الضبّ بها ينجحر (٢)
أى ليس بها ضب فينجحر ، ولم يرد أن بها ضبا ولا ينجحر.
قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٢٧٤).
__________________
(١) (تعرفهم بسيماهم) ساقطة من أ.
(٢) من شواهد ابن جنى ، والبيت :
لا تفزع الأرنب أهوالها |
|
ولا ترى الذئب بها ينجحر |
ينسبه ابن جنى إلى عمرو بن الأحمر. الخصائص ٣ / ١٦٥. ط دار الكتب ١٣٧٦ ه ـ ١٩٥٦ م.