الأولى ، وأن يكونا مفعولين لما لم يسمّ فاعله فيكون أصله ، يضارر بفتحها فأدغمت الراء الأولى فى الثانية على ما قدمنا فى قوله تعالى : (لا تُضَارَّ والِدَةٌ) ، والأحسن أن يكونا فاعلين لقوله تعالى : (وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ) يخاطب الكتّاب والشهود.
قوله تعالى : (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) (٢٨٣).
وقرئ (فرهان مقبوضة) وكلاهما جمع رهن ، وزعم قوم أن (رهن) جمع رهان ، جمع الجمع ، والأكثرون على الأول لأن جمع الجمع إنما يسمع سماعا ولا يقاس عليه لقلته. ورهان فى جمع رهن ك (كلام) فى جمع كلم ، وكعاب فى جمع كعب ، وهو كثير فى كلامهم ، ورهن فى جمع رهن كسقف فى جمع سقف وقد يجوز أن يقال : فى رهن رهن ، وفى سقف سقف بسكون العين طلبا للتخفيف ، كما قالوا فى : رسل رسل ، وفى كتب كتب ، وكذلك فى كل جمع جاء على فعل بضم العين ، فإنه يجوز فيه فعل بسكونها حتى جعله بعضهم قياسا مطردا فى كل ما جاء على فعل ، وإن كان مفردا نحو عنق وعنق ، وأكل وأكل طلبا للتخفيف ، إلا أن التخفيف فى الجمع أقيس من المفرد لثقل الجمع وخفة المفرد. ورهن مقبوضة ، مبتدأ ، وخبره مقدّر وتقديره ، ورهن مقبوضة تكفى من ذلك.
قوله تعالى : (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ) (٢٨٣).
أوتمن ، أصله : أؤتمن على وزن افتعل ، إلا أنه أبدلت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها فصار ، أوتمن ، فإن وصلتها بما قبلها حذفت الهمزة المضمومة لأنها همزة وصل فيقرأ ، الذى اؤتمن. بذال مكسورة بعدها همزة ساكنة خالصة كالهمزة فى بئر وذئب ، وقد قرئ : الذى ايتمن بياء وهى بدل من الهمزة الساكنة التى هى فاء الفعل من اؤتمن ، وإنما أبدلت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، كما قالوا فى بئر بير ، وفى ذئب ذيب. وقد قرئ بهما. قال الله تعالى :