ومن اتبعن ، فى موضع رفع من وجهين :
أحدهما : أن يكون مرفوعا بالعطف على التاء فى (أسلمت).
والثانى : أن يكون مرفوعا لأنه مبتدأ وخبره محذوف وتقديره ، ومن اتبعن أسلم وجهه لله متبعا.
قوله تعالى : (أَأَسْلَمْتُمْ) (٢٠).
لفظه لفظ الاستفهام ، والمراد به الأمر أى ، أسلموا ، وقد يأتى لفظ الاستفهام والمراد به الأمر. قال الله تعالى :
(فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(١)
أى ، انتهوا.
قوله تعالى : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢١).
خبر (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ) فى أول الآية ودخلت الفاء فى الخبر للإبهام الذى فى الذين مع كون صلته جملة فعلية ولم يغيّر معناها العامل ، ولا يجوز أن تدخل الفاء فى خبر الذى إذا وقع مبتدأ حتى يكون صلته جملة فعلية ، ولم يغير العامل معناها ، فلو كانت صلته جملة اسمية نحو ، الذى أبوه منطلق فقائم ، أو غيّر العامل معناها نحو ، ليت الذى انطلق أبوه فقائم. لم يجز دخول الفاء فى خبره ، وجاز فى ، إن الذى انطلق أبوه فقائم. لأن إنّ معناها التأكيد ، وتأكيد الشىء لا يغيّر معناه.
قوله تعالى : (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٣).
منهم ، جار ومجرور فى موضع رفع لأنه صفة فريق وتقديره ، فريق كائن منهم. وهم معرضون ، الواو فيه واو الحال ، والجملة بعده جملة اسمية فى موضع نصب على الحال.
__________________
(١) سورة المائدة ٩١.