راعيت ما تستوجبه إعادة النص إلى وضعه الأول من حيطة وحذر ودقة وأمانة مع صحة المعنى وفهم العبارة ، وكانت خبرتى فى دراسة اللغويات فى كلية الآداب جامعة عين شمس مدة تزيد على عشر سنوات خير معين فى ذلك.
لقد عبر الجاحظ فى كتابه (الحيوان) عن صعوبة إعادة النص ، ووجد أن مشقة الكتابة الجديدة أيسر وأسهل من التصحيح والتنقيح فيقول : «لربما أراد مؤلف أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعانى أيسر عليه من إتمام ذلك النص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام».
ومهما يكن من الأمر فقد وفقنى الله إلى إخراج هذا السفر القيم ، وكانت مراحل عملى على الوجه التالى :
١ ـ نقلت من المخطوطة (أ) نقلا مباشرا صحيحا معتمدا فى إعادة النص على خبرتى اللغوية فى فهم المعانى ، فلم يكن الأمر مجرد رسم حروف تخل بالمعنى وتذهب بالمقصود. ثم وضعت العلامات :
(أ) علامات الترقيم.
(ب) الآيات الكريمة بين علامتى التنصيص. ورقمت هذه الآيات من واقع أرقامها فى المصحف الشريف.
(ج) وضعت اللحق ـ وهو ما سها عنه الناسخ وكان مثبتا فى الهامش ـ فى مكانه الصحيح من النص.
(د) اعتنيت بشكل الآيات القرآنية الكريمة وكتبتها على حسب رسم المصحف الشريف.
(ه) كتبت الكلمات على حسب قواعد الإملاء المعروفة والنطق السائد فى اللغة المشتركة ، وأعجمت ما أهمله الناسخ ، من ذلك على سبيل المثال ، كتب (هايد ، غايط ، فعايل ، الدناه ـ وأصلحتها : هائد وغائط وفعائل والدناءة) وقد أهمل الناسخ كثيرا من النقط وبخاصة فى حروف المضارعة (النون والياء والتاء).
وكان يكتب (لان أو لاين ويعنى بها لئن ـ ومستوفا بدل مستوفى) ويهمل الألف أمام واو الجمع ، وقد يثبتها أمام جمع المذكر المرفوع المضاف ـ وقد