والثانى : أن تكون (ما) نفيا فلا يكون لها موضع من الإعراب.
والوجه الأول أوجه لوجهين.
قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) (١٤٨).
بالسوء ، فى موضع نصب لأنه يتعلق بالجهر وهو مصدر جهر بالقول يجهر جهرا ، وإعمال المصدر وفيه الألف واللام قليل وليس فى التنزيل إعماله إلا فى هذا الموضع ، ولم يعمل فى اللفظ وإنما عمل فى الموضع وقد أنشدوا فى إعماله فى اللفظ قول الشاعر :
٦٠ ـ ضعيف النّكاية أعداءه |
|
يخال الفرار يراخى الأجل (١) |
وإلّا من ظلم ، (من) فى موضع نصب لأن الاستثناء منقطع.
وقول من قال : إن (إلّا) بمعنى الواو ضعيف وذلك لأن الواو للجمع ، وإلا لإخراج الثانى من معنى الأول ، والأصل ألّا يقام أحدهما مقام الآخر.
قوله تعالى : (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) (١٥٤).
لا تعدوا ، فيه ثلاث قراءات الأولى : لا تعدوا بسكون العين مع تخفيف الدال.
والثانية : بسكون العين مع تشديد الدال.
والثالثة : بفتح العين مع تشديد الدال. فمن قرأ ، لا تعدوا بسكون العين مع تخفيف الدال فأصله لا تعدووا من العدوان فاستثقلت الضمة على الواو الأولى فحذفت فبقيت الواو التى هى لام ساكنة وواو الجمع ساكنة فحذفت الواو التى هى اللام لالتقاء الساكنين فبقى لا تعدوا ووزنه تفعوا.
__________________
(١) من أبيات سيبويه التى لم يعرفوا لها قائلا معينا. الكتاب ح ١ ص ١٩٩ والشاهد فيه ، فى نصب الأعداء بالنكاية ، لمنع الألف واللام من الإضافة ومعاقبتهما للتنوين الموجب للنصب.