إن ، هنا للنفى ومعناه ، ما من أهل الكتاب أحد إلّا ليؤمننّ به. أى بعيسى ، وأما الهاء فى قوله : قبل موته. ففيه وجهان.
أحدهما : أن يكون المراد به كل واحد من الكفار من أهل الكتاب وغيرهم فمن كان لا يؤمن به. والمعنى ، إن كلّ واحد منهم يؤمن بعيسى قبل خروج روحه ، لأن الكافر يطهر له عند موته ما كان مكذبا به فيؤمن به.
والثانى : أن تكون الهاء لعيسى فى قول بعض المفسّرين لأنه ينزل فى آخر الزمان إلى الأرض فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويصلى خلف المهدى ويموت ويقبر فيؤمن به حينئذ من كان مكذبا له من اليهود وغيرهم وهذا الوجه مخالف لظاهر الآية لأن الله تعالى أعلمنا أن كلا منهم يؤمن به قبل موته ولا شك أن الذين يكونون فى آخر الزمان قليل منهم.
والوجه الأول أوجه الوجهين وأصحهما.
قوله تعالى : (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً) (١٦٠).
كثيرا ، منصوب لأنه صفة مصدر محذوف وتقديره ، صدّا كثيرا.
قوله تعالى : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ) (١٦٢).
والمقيمين ، فى إعرابه وجهان : النصب والجر.
فالنصب على المدح بتقدير أعنى وأمدح كقول الخرنق : امرأة من العرب :
٦١ ـ لا يبعدن قومى الّذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر |