قوله تعالى : (ذلِكَ لِتَعْلَمُوا) (٩٧).
ذلك ، يجوز فى موضعه النصب والرفع. فالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الأمر كذلك. والنصب على تقدير ، فعل ذلك لتعلموا.
قوله تعالى : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (١٠١).
أشياء ، أصلها عند الخليل وسيبويه (شيئاء) على وزن فعلاء ، فاستثقلوا اجتماع همزتين بينهما ألف ، فقدموا الهمزة التى هى اللام على الفاء التى هى الشين فقالوا : أشياء ووزنها بعد التقديم / (لفعاء) ولا ينصرف لأن الألف فى آخرها للتأنيث وهى اسم للجمع وليست بجمع شىء. وذهب الكسائى إلى أنها جمع شىء كبيت وأبيات وإنما ترك إجراءه تشبيها له بما فى آخره ألف التأنيث. وذهب الفراء (١) إلى أن أصلها أشيئاء على أفعلاء وهو جمع شىء على الأصل ، وأصل شىء شيّىء كهيّن وليّن فجمعوه على أفعلاء ، كهيّن وأهوناء ولين وأليناء ، فصار أشيئاء ، ثم إنهم استثقلوا اجتماع همزتين فحذفوا الهمزة التى هى اللام طلبا للتخفيف وذلك لأمرين :
أحدهما. لاجتماع همزتين بينهما ألف والألف حرف خفىّ زائد ساكن والحرف الساكن حاجز غير حصين فكأنه قد اجتمع فيه همزتان وذلك مستثقل.
والآخر لأن الكلمة جمع والجمع يستثقل فيه ما لا يستثقل فى الواحد ولهذا ألزموا (خطايا) القلب ، وأبدلوا فى (ذوائب) من الهمزة الأولى واوا ، كل ذلك لأنهم يستثقلون فى الجمع ما لا يستثقل فى الواحد فلما حذفت الهمزة التى هى اللام صار أشياء ووزنه بعد الحذف أفعاء.
وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أنه جمع شىء بالتخفيف وجمعوا فعلا على أفعلاء كما يجمعونه على فعلاء ، فيقولون : سمح وسمحاء ، وفعلاء نظير أفعلاء ، فكما جاز أن يجىء جمع فعل على فعلاء جاز أن يجىء على أفعلاء لأنه نظيره. ويدل على ذلك أنهم
__________________
(١) (القراء) فى ب.